تسببت تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الشهر الماضي بشأن رفضه تعويم سعر صرف الجنيه أمام الدولار في تراجع العملة الأمريكية في السوق الموازية في مصر إلى مستوى 36 جنيهاً للدولار الشهر الماضي. وذلك بسبب ميل عدد من المتعاملين في هذا السوق إلى التخلي عن العملة الخضراء، لكنها عادت للارتفاع مرة أخرى في السوق الموازية خلال الأيام القليلة الماضية.

وعلى الرغم من هذه التصريحات، التي ذكرت أن الجنيه لن يتراجع من باب الأمن القومي، بحسب وصف الرئيس المصري، قالت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، بعد أيام من تصريحات السيسي، إن تعدد أسعار الصرف للعملات الأجنبية يعطي البعض الناس امتيازات بينما الآخرون محرومون منها. وقالت “كما نعلم أن دعم العملة بدون احتياطيات كافية من العملات الأجنبية يؤدي إلى نضوب هذه الاحتياطيات مما يضر بالاقتصاد. فكيف تتعامل مصر مع ذلك”

تواجه مصر نقصًا في النقد الأجنبي منذ مارس من العام الماضي، بعد موجة التضخم العالمية واندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، والتي تسببت في زيادة فاتورة الاستيراد، وخروج الاستثمارات الأجنبية غير المباشرة، والتي مثلت جزء كبير من السيولة الدولارية في الدولة، ومنذ ذلك الحين حاولت الحكومة ترشيد الواردات للسيطرة على مواردها الدولارية، كما اتفقت مع صندوق النقد الدولي على الحصول على قرض بقيمة 3 مليارات دولار مقابل برنامج إصلاح اقتصادي. على أساس التحرير الكامل لسعر الصرف وخروج الدولة من النشاط الاقتصادي ببيع عدد من الأصول الحكومية.

استراتيجية تداول Echo هي واحدة من أحدث وأقوى الاستراتيجيات وأكثرها فاعلية، وهي تفيد العديد من المتداولين، وخاصة الصغار منهم، وتقودهم إلى طريق كسب المال بطريقة بسيطة.

يقدم لك ندوة استثمار مجانية عبر الإنترنت للحصول على شرح شامل وكامل لهذه الإستراتيجية مع الدكتور محمد الغباري يوم الخميس 13 يوليو في تمام الساعة 800 KSA، كل ما عليك فعله هو التسجيل.

التسجيل من

الدولار يقفز مرة أخرى في السوق الموازية

ارتفع الدولار مرة أخرى مقابل الجنيه في السوق الموازية، بعد فشل الحكومة المصرية في استكمال أحد أهداف خطة الطرح الحكومية، حيث تهدف السلطات في مصر إلى تحصيل ما يقرب من ملياري دولار من مبيعات الأصول المملوكة للدولة. نهاية حزيران الماضي، وهو ما لم يتحقق. مما يدل على أن أزمة سعر الصرف ما زالت مستمرة.

باعت مصر حصة في المصرية للاتصالات التي تديرها الدولة في مايو الماضي، بقيمة 3.747 مليار جنيه (ما يعادل 121 مليون دولار)، من خلال طرح 10٪ من أسهم الشركة للمستثمرين في البورصة المحلية.

وفي صفقة أخرى وصفتها المواقع المحلية بأنها الأولى في برنامج الطرح الحكومي، باع بنك مصر (حكومي)، الشهر الماضي أيضًا، كامل حصته في “شركة الأصباغ والصناعات الكيماوية (EGX)” (باكين) إلى إماراتي. الشركة في صفقة قيمتها 771 مليون. جنيه (25 مليون دولار).

ولم تكشف الحكومة المصرية عن أي صفقات أخرى أو إجمالي ما تم بيعه حتى الآن من المبلغ المستهدف البالغ نحو ملياري دولار من برنامج الطرح الحكومي قبل نهاية يونيو الماضي.

تقرير المعهد المالي

الأمر الآخر الذي أعطى زخماً للدولار في السوق السوداء هو تقرير معهد التمويل الدولي، الذي صدر قبل أيام قليلة، والذي يفيد بضرورة سد الفجوة بين سعري الدولار الرسمي والموازي كحل. مما يعطي مصر فرصة للتغلب على مشاكلها الاقتصادية الأخيرة.

كشف معهد التمويل الدولي (IIFC)، في مذكرة حديثة صدرت هذا الأسبوع، أن الإخفاق في التنفيذ الكامل لشروط صندوق النقد الدولي المتمثلة في تعويم الجنيه، بالإضافة إلى تقليص دور الدولة في الاقتصاد، تسبب في حدوث أزمة اقتصادية. جمود المفاوضات المتعلقة ببرنامج التمويل الذي تم الاتفاق عليه بين مصر وصندوق النقد الدولي. النقد الدولي في ديسمبر من العام الماضي.

ويرى المعهد أن مصر ستعتمد على الاستثمار الأجنبي المباشر من بيع الأصول المملوكة للدولة والجهات المختلفة لتمويل العجز. ومع ذلك، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من التعديل من أجل تجديد الاحتياطيات وتحريك مصر نحو مسار مستدام.

وبحسب المعهد، يمكن أن يأتي أحد هذه التعديلات في شكل تحرك مستقبلي نحو سعر صرف مرن، مع توحيد أسعار الصرف الرسمية والموازية.

كما أشار المعهد إلى أن تحقيق سعر صرف مرن وسد الفجوة بين السوق السوداء والسوق الرسمية يتطلب مزيدًا من التخفيض في سعر الصرف الرسمي الذي يحدده السوق حاليًا بفارق 30٪ بنهاية السنة المالية. عام 2024.

بشكل عام، يتراجع الدولار في السوق السوداء كلما ظهرت أنباء مطمئنة عن حالة الاقتصاد المصري، أو صدور توقعات من مؤسسات وبنوك دولية تفيد بأن الجنيه لن ينخفض ​​في المستقبل القريب. وبالعكس يرتفع الدولار كلما كانت الأخبار سلبية وغير مطمئنة.

واستقر سعر الصرف الرسمي عند نحو 30.90 جنيها للدولار منذ شهور، بينما تراجعت العملة المصرية في السوق السوداء إلى مستويات تتراوح بين 38 و 39 جنيها للدولار خلال الأيام القليلة الماضية.

كيف تتخلص من السوق السوداء

قال محمد عبد العال، الخبير المصرفي المصري، في تصريحات لصحف مصرية محلية، إن القضاء على السوق السوداء للدولار لن يتم إلا بعد جفاف مصادره التي تتغذى عليه وتراجع الطلب عليه.

وأوضح عبد العال أن الجهات الأمنية لعبت دورًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة في ضبط بعض المتلاعبين بالعملة، لكن القضاء عليهم نهائيًا يتطلب حزمة من القرارات لكبحهم والتخلص منهم.

قال الاقتصادي المصري محمد بدرة، الرئيس التنفيذي السابق لبنك خليجي، إن السوق السوداء موجودة في مصر منذ الستينيات وتطفو على السطح مع كل أزمة في وفرة العملة.

وأضاف أن التخلص من السوق السوداء لن يتم طالما أن هناك سوقا غير رسمية تعتمد عليها في إدارة التزاماتها بدلا من البنوك والصرافين.