من ستيف هولاند

على متن طائرة الرئاسة الأمريكية (رويترز) – وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل يوم الأربعاء لبدء جولة عالية المخاطر في الشرق الأوسط تهيمن عليها جهود لإقناع الحلفاء الخليجيين بزيادة إنتاج النفط وتقريب إسرائيل والسعودية.

ويقضي بايدن يومين في القدس لإجراء محادثات مع القادة الإسرائيليين قبل الاجتماع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الجمعة في الضفة الغربية المحتلة.

بعد ذلك، سوف يستقل طائرة مباشرة من إسرائيل إلى جدة بالمملكة العربية السعودية – وهي المرة الأولى لرئيس أمريكي – يوم الجمعة لإجراء محادثات مع المسؤولين السعوديين وحضور قمة الحلفاء الخليجيين.

يقول المسؤولون الأمريكيون إن الزيارة – الأولى التي يقوم بها بايدن إلى الشرق الأوسط كرئيس – يمكن أن تؤدي إلى مزيد من الخطوات نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.

وقال مسؤول “نتخذ خطوات تدريجية لتحقيق هذه الغاية.” وأضاف “حقيقة أن الرئيس بايدن يزور إسرائيل، وأنه سيسافر من هنا مباشرة إلى المملكة العربية السعودية، تلخص العديد من العوامل التي تطورت خلال الأشهر الماضية”.

تهدف رحلة بايدن إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي، وتعميق اندماج إسرائيل في المنطقة، ومواجهة النفوذ الإيراني وعدوان روسيا والصين.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان يوم الاثنين إن “هذه الرحلة ستعزز الدور الحيوي للولايات المتحدة في منطقة ذات أهمية استراتيجية”.

ومن المتوقع أن يدعو بايدن، الذي يتعرض لضغوط داخلية لخفض أسعار البنزين المرتفعة التي أضرت بشعبيته في استطلاعات الرأي، حلفاء الخليج لزيادة إنتاج النفط للمساعدة في خفض أسعار البنزين.

* ضغوطات بسبب زيارة السعودية

وستكون إحدى محاور زيارة بايدن المحادثات التي سيجريها في جدة مع القادة السعوديين، بما في ذلك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي تتهمه المخابرات الأمريكية بالوقوف وراء مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2022.

كان الاجتماع بمثابة تغيير في موقف بايدن السابق بجعل المملكة العربية السعودية “منبوذة” بشأن مقتل خاشقجي.

يقول مساعدوه إنه سيثير قضايا حقوق الإنسان أثناء وجوده في المملكة العربية السعودية، لكنه مع ذلك تعرض لانتقادات واسعة.

كتب فريد رايان في مقال رأي لصحيفة واشنطن بوست يوم الثلاثاء “يحتاج بايدن إلى السعوديين لزيادة إنتاجهم النفطي للمساعدة في كبح جماح أسعار الطاقة العالمية”. وأضاف أن “الرحلة تبعث برسالة مفادها أن الولايات المتحدة مستعدة لغض الطرف عندما تكون مصالحها التجارية على المحك”.

سيدلي بايدن بتصريحات موجزة يوم الأربعاء عند وصوله إلى إسرائيل، وسيتلقى إحاطة من مسؤولي الدفاع الإسرائيليين حول نظام دفاع القبة الحديدية المدعوم من الولايات المتحدة ونظام الليزر الجديد المسمى Iron Beam.

* التواصل مع الفلسطينيين

ستمثل محادثات بايدن مع عباس أعلى مستوى من الاتصال المباشر بين الولايات المتحدة والفلسطينيين منذ أن اتخذ الرئيس السابق دونالد ترامب موقفًا متشددًا تجاه الفلسطينيين عند توليه منصبه في عام 2017.

تصاعدت التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين بسبب مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية المولد شيرين أبو عقله في مايو / أيار. وطالبت عائلتها، التي اتهمت الولايات المتحدة بتوفير الحصانة لإسرائيل بشأن قتلها، بمقابلة بايدن خلال رحلته إلى المنطقة هذا الأسبوع.

بينما يقدر الفلسطينيون أهمية استئناف العلاقات في عهد بايدن، فإنهم يريدون منه أن يفي بوعده بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس.

كما يريدون من الولايات المتحدة إزالة منظمة التحرير الفلسطينية من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، والحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في القدس، والحد من التوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية.

قال مسؤولون إسرائيليون إن زيارة بايدن ستتضمن ما أسموه إعلان القدس بشأن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وقال أحد المسؤولين إن الإعلان المشترك “يتخذ موقفاً واضحاً وموحدًا للغاية تجاه إيران وبرنامجها النووي وعدوانها في جميع أنحاء المنطقة ويلزم كلا البلدين باستخدام كل عناصر قوتهما الوطنية لمواجهة التهديد النووي الإيراني”.

من المرجح أن يواجه بايدن أسئلة من إسرائيل ودول الخليج، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، حول الحكمة من محاولاته لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.

(من إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية)