قال وزير المالية الياباني شونيتشي سوزوكي يوم الثلاثاء إن الضرر الذي يلحق بالاقتصاد من ضعف الين في الوقت الحالي أكبر من الفوائد التي يمكن أن ترد بالمثل، مما يجعل التحذير الأكثر وضوحًا حتى الآن فيما يتعلق بالانخفاض الأخير للعملة.

أدى انخفاض الين إلى تفاقم الضغوط التضخمية على السلع المستوردة في اليابان وسط ارتفاع عالمي في أسعار السلع والنفط، وزيادة قيود العرض، والتي اشتدت في أعقاب الأزمة الأوكرانية.

وأبلغ سوزوكي البرلمان أن “الاستقرار مهم والتحركات الحادة في العملة غير مرغوب فيها”، مكررا التعليقات السابقة بشأن ضعف العملة اليابانية وتراجعها إلى أدنى مستوياتها في 20 عاما مقابل الدولار.

وقال سوزوكي “الين الضعيف له مميزاته، لكن له عيوب أكبر، بالنظر إلى الوضع الحالي وارتفاع تكاليف النفط والمواد الخام على مستوى العالم، والين الضعيف سيرفع أسعار الاستيراد، ويضر بالمستهلكين والشركات غير القادرين على تحمل التكاليف”.

بالنظر إلى تعليقات الوزير بشكل جماعي، فإن هذا هو أوضح علامة على إحباط السلطات اليابانية من استمرار انخفاض الين. ورفض سوزوكي التعليق على كيفية استجابة الحكومة وبنك اليابان لضعف الين، بما في ذلك سؤال حول ما إذا كان التدخل في السوق خيارًا أم لا.

وجاءت تصريحاته قبل رحلته إلى واشنطن لحضور اجتماع لقادة ماليين من مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى (G20) هذا الأسبوع. من بين العديد من المناقشات، من المقرر أن يعقد وزير الخزانة الأمريكية لقاء مع وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين.

وتعهدت سوزوكي بالالتزام باتفاقية العملات G-7 والتواصل عن كثب مع سلطات العملة في الولايات المتحدة ودول أخرى “للاستجابة بشكل مناسب” لتحركات العملة.

لكن أسواق العملات تجاهلت تصريحات الوزير، حيث انخفض الين إلى 127.80 ين للدولار، وهو أدنى مستوى له منذ مايو 2002. وفقد الين نحو 10٪ من قيمته مقابل الدولار هذا العام حتى الآن.

يقول المستثمرون أن التحذيرات اللفظية لن يكون لها تأثير كبير حيث يأتي ضعف الين نتيجة للأسس الاقتصادية الضعيفة، مشيرين إلى التناقض القوي بين سلسلة من الخطوات والتزام بنك اليابان بالحفاظ على خطط التسهيل النقدي القوية.

يتمثل الموقف الأساسي لمجموعة السبعة (G7) في أن أسعار العملات تحددها السوق وأن الأعضاء سيتشاورون عن كثب مع بعضهم البعض بشأن أي إجراء يتعلق بسوق الصرف الأجنبي. كما تدرك المجموعة أن التقلبات المفرطة والحركات غير المنضبطة يمكن أن تؤثر سلبًا على الاستقرار الاقتصادي والمالي.

وأضاف سوزوكي أن السلطات اليابانية تراقب بعناية كيف يمكن أن يؤثر ضعف الين على الاقتصاد، حيث أن الاستقرار في سوق العملات مهم.

أظهر استطلاع للرأي أجري في الفترة من 1 إلى 11 أبريل / نيسان على حوالي 5400 شركة يابانية أجرته شركة أبحاث الائتمان الخاصة طوكيو شوكو أن ما يقرب من 40 ٪ من الشركات التي شملها الاستطلاع قد عانت من التأثير السلبي لضعف الين، مع انخفاض الدولار / الين إلى 110.

أظهر الاستطلاع السابق، الذي تم إجراؤه في ديسمبر، عندما كان الدولار يتحرك حول 113 ينًا، أن حوالي 30 ٪ فقط من الشركات اليابانية اعتبرت ضعف الين سلبيًا، مما يوضح مدى سرعة الانخفاض في قيمة العملة منذ بداية هذا العام. تؤثر على الأعمال التجارية.