اتخذ المستثمرون في ألمانيا، أقوى اقتصاد في منطقة اليورو، حالة من التشاؤم وانعدام الثقة في الاقتصاد، حيث تراجعت الثقة في المستقبل القريب للاقتصاد في المنطقة إلى أضعف مستوياتها منذ الركود في أعقاب جائحة فيروس كورونا. إذا نظرنا إلى حركة مؤشر الثقة، فسنجد أنها هبطت بقوة في أبريل، ثم عادت إلى التحسن في مايو ويونيو، لكن التحسن لم يغير من واقع التشاؤم.

في ألمانيا، سجل مؤشر الثقة 54.3 نقطة في فبراير بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن تأثير الحرب كان واضحًا في مارس عندما سجل -39.3 نقطة، ثم وصل إلى -41 في أبريل، وهي أسوأ درجة منذ التراجع. إلى -49.5 مع بدايات جائحة كورونا، ثم نجح المؤشر في التحسن في مايو إلى -34.3، ثم وصل إلى -28 في يونيو حتى الآن، لكن المستثمرين لا يعكسون هذا التحسن العددي، فهم في حالة من التشاؤم الشديد حيث لقد كانوا في الأشهر الماضية.

وإذا نظرنا إلى الوضع مؤخرًا في القارة العجوز، فسنشهد هبوطًا حادًا في أبريل ثم تحسنًا في مايو ويونيو دون الابتعاد عن المعدلات السلبية والمتراجعة.

بالإضافة إلى الحرب التي أدت إلى التراجع في مارس، فإن التضخم عند مستويات قياسية في أوروبا لتجديد الخوف، خاصة مع إضافة أزمة الطاقة الناشئة بين الدول الأوروبية بسبب حملات مقاطعة النفط الروسي، الأمر الذي حفز على زيادة صعوبة إيجاد المصادر التي تلبي الاحتياجات بمتوسط ​​الأسعار، الأمر الذي يشعل ارتفاع الأسعار ويحافظ على ارتفاع التضخم.

ما زالت الشكوك قائمة بين المستثمرين في أوروبا حول الحكومات وقدرتها على مواجهة مشكلة التضخم، ومشكلة توفير النفط المطلوب بعد الحظر النفطي الروسي.